هل تم إخلاء مقر تابع للبعثة الأممية للدعم في ليبيا في عين زارة من الموظفين أو تم إخلاء مقر السفارة التونسية في طرابلس؟

في ظل الأحداث المتسارعة والتوتر الأمني في العاصمة طرابلس تم تداول خبر على نطاق واسع مفاده أنه تم اخلاء مقر تابع للبعثة الأممية في عين زارة، فيما تداولت صفحات أخرى ادعاء مفاده أن سيارات الأمم المتحدة تقوم بإخلاء السفارة التونسية ونقل السفير وموظفي السفارة إلى مكان آمن.

تم نفي الخبر بشكل سريع من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبر صفحتها على فيس بوك وحسابها على تويتر، وأكدت أن الخبر كاذب ولا يوجد مقر لبعثة الأمم المتحدة في منطقة عين زارة، كما أن الأمم المتحدة لم تخلي أي مقر لها في ليبيا.

من جهتها كذبت سفارة تونس في طرابلس خبر إخلاء مقرها من قبل الأمم المتحدة وأكدت أن السفارة تعمل بشكل طبيعي وآمن.

قام فريق تحرى بالتحقق من أصل الخبر الكاذب ومصدر الصورة عبر استخدام أدوات البحث العكسي وأدوات أخرى لكن لا توجد أي بيانات مرتبطة بالصورة وموقعها.

لكن بالتواصل مع مصدر أمني صرح لتحرّى بأن الصورة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا فعلاً ولكنها صورة لاجتماع عادي كان في السفارة التونسية ولم يكن عملية إخلاء كما يشاع.

قمنا بمقارنة الصورة المنتشرة بصورة السفارة التونسية في طرابلس واتضح أن هناك تطابق واضح في سور السفارة، وكذلك أعمدة الإنارة المحيطة وبوابة السفارة الرئيسية، ما يؤكد أنها صورة للسفارة التونسية في طرابلس فعلاً.

أول من تداول الخبر بصيغة أنه تم اخلاء السفارة التونسية من قبل سيارات الأمم المتحدة كانت صفحة غير صحيح التي تدار من ليبيا ويتابعها أكثر من 200 ألف شخص، ثم صفحة طرابلس الحدث 362 ألف وتدار من ليبيا، ثم صفحة عيون ليبيا 117 ألف، تليها بالترتيب صفحات: ليبي محايد 78 ألف، تاجوراء الحدث 62 ألف ليبيين، وصفحات كثيرة غيرها.

وكان أول من نشر الإدعاء بصيغة: اخلاء مقر الأمم المتحدة الكائن بعين زارة كانت صفحة ” تك يحرق كل شي ” قبل أن تقوم بمسحه في غضون ساعة واحدة.

هذا الخبر الكاذب مثال واضح على استغلال التوترات الأمنية وتضخيمها ونشر الذعر بين المواطنين باستخدام صورة حقيقية أو قديمة وإخراجها عن إطارها وإرفاقها بخبر كاذب، نحذر من الانجرار وراء الأخبار الكاذبة والتأكد قبل المساهمة في نشرها.